“الحنيذ الجنوبي”.. نكهة أصيلة من جبال أبها تتأهب للوصول إلى العاصمة

أبها – خاص
يُعد “الحنيذ” أحد أبرز الأطباق التراثية في المنطقة الجنوبية، ورمزًا للكرم والضيافة المتوارثة، ويحتل مكانة خاصة في قلوب السعوديين وزوار المملكة. ومع تزايد الإقبال على الأكلات الشعبية ذات النكهة الأصيلة، يبرز اسم الشيف الجنوبي فارس بن سعد بن صياد كأحد أهم المتخصصين في إعداد الحنيذ بالطريقة الجنوبية التقليدية في مدينة أبها.
ويؤكد بن صياد أن الحنيذ ليس مجرد طبق، بل تجربة ثقافية متجذرة في تاريخ وهوية أهل الجنوب، قائلاً:
“نستخدم المرخ الجنوبي، ونختار الذبائح بعناية من التيوس العارضية والغنم البلدي، وكذلك الحاشي والقعود للمناسبات الكبيرة ونعتمد أسلوب الطهي الجنوبي الأصيل بدون إضافات صناعية أو بهارات تُخفي الطعم الحقيقي للّحم.”
يشتهر الشيف فارس بن صياد بموقعه بين أبها وخميس مشيط، ( منزله) ويقصده الزوار من مختلف أنحاء المملكة، وخاصة من دول الخليج، حتى بات الحجز المسبق ضروريًا نظرًا للطلب المرتفع خلال موسم الصيف، خاصة في صيف عسير 2025 الذي يشهد تدفقًا سياحيًا كثيفًا. ويضيف بن صياد الحنيذ يقدم في كل مناسبة جنوبية، من الأفراح إلى استقبال الضيوف وكبار الشخصيات. إنه طبق يعكس كرم أهل الجنوب، ويُحضر بطريقة دقيقة تتطلب وقتًا وجهدًا، ولذلك له عشاقه ومتذوقوه الذين يميزون بين الأصلي والمقلد.”
ويُقدم المطعم خيارات متنوعة من رز البشاور، الرز النثري، أو المندي الجنوبي الأصيل، إضافة إلى تقديم لحم التيوس اللباني، المظبي على الحجر، الطحينة، العسل، خبز البر، والتمر الجنوبي.
وأشار بن صياد إلى أن مدينة أبها تظل الحاضن الأساسي للحنيذ الجنوبي، لكنها لم تعد المكان الوحيد الذي يمكن تذوقه فيه، إذ كشف عن خطته المستقبلية لانشاء فرع في العاصمة الرياض خلال الفترة المقبلة، استجابة للطلب المرتفع من محبي الحنيذ في الوسطى.
واختتم قائلاً نطمح لأن تكون تجربتنا امتدادًا لثقافة الجنوب، وأن ننقلها بأمانة للرياض وغيرها من مدن المملكة، لأن الحنيذ الجنوبي الأصيل يستحق أن يكون على موائد الجميع.”