حين تلتقي الزعامة العشائرية بالقيادة


حسين التميمي

من جنوب العراق اسم يستوقف الجميع عند مسيرته الحافلة بالتجربة والصلابة، محمد سعدون الصيهود السوداني فمنذ نشأته في الكحلاء بمحافظة ميسان، نهل من روح التحدي والرفض للظلم، ليكون خير شاهد على بطولات أبناء عشيرته الذين واجهوا الدكتاتورية بصدور عامرة بالايمان.

وما يحسب للشيخ السوداني أنه لم يكتف برفض الاستبداد، بل كان حاضرا في الانتفاضة الشعبانية عام 1991، بدور بارز في اعادة الاستقرار لمؤسسات ميسان بعد انهيار قبضة النظام.

ليس غريبا عن شخصية الصيهود أنه جمع بين الجهاد والعمل السياسي، فبعد عام 2003 كان من أوائل الأصوات الوطنية التي دخلت المعترك السياسي، واستمر ممثلا للشعب في أربع دورات برلمانية وبوجود فاعل في لجان الامن والدفاع والعشائر ثم لجنة الاوقاف اليوم.

اليوم عمل على تاسيس تجمع “أجيال” الذي يعكس رؤية عميقة لسياسي لا يكتفي بالجلوس على مقاعد البرلمان، بل يسعى لتقديم مشروع شبابي اصلاحي نابع من ارادة وطنية، تتجاوز الحسابات الانتخابية إلى مشروع وطني طويل الأمد، وهنا يكون الشيخ الصيهود مختلفا عن كثير من السياسيين الذين يحصرون عملهم في موسم الانتخابات ثم يغادرون ساحة الجماهير.

على صعيد الزعامة العشائرية، فقد ورث عن والده روح القيادة، واضاف اليها بعدا جديدا، من خلال نبذ السلاح والاحتكام للعقل. واختار أن يكون صانع سلام لا مشعل نزاع، وهو ما يعزز مكانته كصوت يجمع ولا يفرق.

فتجربة الشيخ محمد الصيهود تؤكد أن العمل السياسي حين يمتزج بروح المسؤولية والاعتدال يصبح طريقا للاصلاح الحقيقي، وهو ما يجعل مسيرته جديرة بالتقدير والإعجاب.

اترك تعليقاً