الوطن اكبر من الجدل السياسي

حسين التميمي

في المشهد السياسي العراقي كثيرا ما تتغير الحكومات وتتباين العناوين، لكن جوهر المسؤولية في هذه الحكومة يبقى ثابتا لا يتبدل، وقد أثبتت التجارب أن الدول لا تدار بالمسميات، بل بالارادة الوطنية التي يحملها من يتصدر المسؤولية.

ولهذا يظهر جليا أن دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني لا يعبأ كثيرا بالتصنيفات الإجرائية، حكومة كاملة الصلاحيات أو حكومة تصريف أعمال، فالمعيار لديه واحد يتمثل خدمة الناس أولا والحفاظ على مصالح الوطن.

ما يلمسه الشارع اليوم هو أن رئيس الوزراء ينظر إلى الوقت باعتباره مورد وطني ثمين لا يجوز التفريط به، فالملفات اليومية لا تنتظر، ومشاكل المواطنين لا ترحل من مرحلة إلى أخرى، ولعل هذا النهج العملي هو ما جعل وتيرة العمل الحكومي أكثر انتظام، سواء في متابعة المشاريع المتعثرة أو في دفع عجلة الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين مباشرة.

ان الرسالة الأهم التي يبعثها هذا السلوك هي أن رئاسة الحكومة ليست منصبا اداريا فحسب، بل وظيفة وطنية تستوجب الحضور والمتابعة واتخاذ القرار في كل ظرف، فخدمة الشعب ليست مرتبطة بمرحلة سياسية محددة، ولا تنحصر بصلاحيات موسعة أو محدودة، بل هي واجب مستمر ينظر اليه رئيس الوزراء باعتباره البوصلة التي توجه كل خطوة، وهذا ما تحتاجه الدولة فعلا مسؤول يعتبر أن واجبه لا يتوقف، وأن الوطن أكبر من العناوين والجدل السياسي.

اترك تعليقاً