إطلاق علامة “سمارت شمس” وتوقيع مذكرة تفاهم مع “مدن” لتخصيص أرض المصنع
أُقيمت مؤخرًا في الرياض، بالمملكة العربية السعودية، مراسم إطلاق علامة سمارت شمس (Smart Shams)، العلامة السعودية المحلية المتخصصة في الطاقة الشمسية، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم مع هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) لتخصيص أرض المصنع، وذلك بحضور شركاء من القطاع الصناعي، وممثلين عن الجهات الحكومية، ونخبة من وسائل الإعلام. وتركّز الحدث على ثلاثة محاور رئيسية هي: بناء علامة محلية، وتوطين الصناعة، والابتكار التقني، في خطوة تمثل محطة جديدة في مسيرة قطاع الطاقة الخضراء في المملكة.
ويأتي هذا الحدث بوصفه نموذجًا عمليًا للتكامل بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ورؤية السعودية 2030، بما يعزز التحول في قطاع الطاقة ويفتح آفاقًا أوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
شهد الحفل الظهور الرسمي لعلامة سمارت شمس، حيث تعني كلمة “شمس” باللغة العربية “الشمس”، ليحمل الاسم معنى “الشمس الذكية”، بما يعكس بوضوح طبيعة القطاع الذي تنشط فيه العلامة، ويجسد رؤيتها في توظيف التكنولوجيا الذكية لخدمة تطوير الطاقة محليًا.
وتهدف سمارت شمس إلى أن تكون منصة وطنية رائدة لربط موارد الطاقة المحلية بمسارات التنمية الخضراء، ودعم انتشار حلول الطاقة الشمسية في مختلف أنحاء المملكة.
في أحد أبرز محطات الحدث، وقّعت سمارت شمس مذكرة تفاهم مع هيئة مدن لتخصيص أرض في المدينة الصناعية الثالثة بجدة، إيذانًا ببدء التحضيرات لإنشاء أول مصنع تابع للعلامة.
ومن المخطط أن تبلغ مساحة المشروع 225 ألف متر مربع، ليتم تطويره كمجمع صناعي متكامل لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية بقدرة تصل إلى 5 جيجاواط سنويًا.
وسيسهم هذا المصنع في سد فجوة التصنيع المحلي عالي الجودة في قطاع الطاقة الشمسية، وتحفيز سلاسل الإمداد المرتبطة به، وتوفير فرص عمل نوعية، إضافة إلى دعم توطين التقنيات الصناعية المتقدمة في المملكة، وتعزيز التعاون الصناعي بين السعودية والصين في مجال الطاقة النظيفة.
استعرضت سمارت شمس خلال حفل الإطلاق اعتمادها لتقنية HJT (Heterojunction)، إحدى أكثر تقنيات الخلايا الشمسية تقدمًا عالميًا، حيث تصل كفاءتها في الإنتاج التجاري إلى 26%، مع تسجيل رقم قياسي عالمي يبلغ 27.08% بحسب اعتماد المختبر الوطني للطاقة المتجددة في الولايات المتحدة (NREL).
وتتميز هذه التقنية بملاءمتها العالية للبيئة الصناعية في المملكة، إذ تعتمد على خمس مراحل إنتاج فقط، ما يقلل الحاجة إلى العمالة الفنية المعقدة ويُسهل التشغيل السريع للمصانع. كما تتسم بانخفاض استهلاك المياه والطاقة والانبعاثات الكربونية، وهو ما يتوافق مع ظروف شح المياه في المملكة وأهدافها البيئية.
كما تتيح تقنية HJT تصنيع وحدات مرنة مناسبة لتطبيقات متعددة مثل الطاقة الشمسية المدمجة في المباني (BIPV)، إلى جانب قدرتها العالية على الاستفادة من الضوء المنعكس بنسبة تتجاوز 90%، ومعامل حراري منخفض يعزز كفاءة التوليد في الأجواء الحارة. وقد جرى كذلك تكييف التقنية لتكون مقاومة للحرارة والغبار بما يضمن أداءً مستقرًا في مناخ المملكة.
وأكد أحد مسؤولي سمارت شمس أن إطلاق العلامة وتوقيع مذكرة تخصيص الأرض يمثلان نقطة انطلاق رئيسية لمسيرة الشركة، موضحًا أن المرحلة المقبلة ستركز على التصنيع المحلي والابتكار التقني لتعزيز حضورها في سوق الطاقة الخضراء السعودي، والمساهمة في خفض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
كما أشار إلى أن المشروع يجسد روح مبادرة الحزام والطريق من خلال تعميق التكامل في التقنيات الكهروضوئية والتعاون الصناعي بين السعودية والصين، بما يرسخ نموذجًا متقدمًا للشراكة الخضراء بين البلدين.
ويؤكد النجاح الكبير لهذا الحدث أن إطلاق سمارت شمس لا يمثل مجرد تدشين علامة تجارية جديدة، بل خطوة استراتيجية تعكس الزخم المتصاعد لقطاع الطاقة المتجددة في المملكة، وتُعد مثالًا حيًا على التكامل بين رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق، بما يعزز التحول الطاقي والتنويع الاقتصادي ويرتقي بالشراكة الاستراتيجية السعودية–الصينية إلى آفاق أوسع