كارلوس سيندرا:  النمو السياحي الحقيقي يتحقق بتحسين تجربة الضيف في جميع الفئات

يشير أحدث تقارير “مابريان” حول سوق الضيافة إلى أن تعزيز فئة الفنادق المتوسطة وإعادة مواءمة تجارب الضيافة مع المعايير العالمية، لاسيما في الفنادق الراقية والفاخرة، أمر بالغ الأهمية لتعزيز القدرة التنافسية في قطاع الضيافة في الشرق الأوسط. والهدف النهائي هو زيادة أعداد الزوار الدوليين، وتحقيق نمو سياحي مستدام، واستقطاب العلامات العالمية في مجال الضيافة، بالإضافة إلى تعزيز الربحية عبر جميع الفئات الفندقية.

يشير تقريركم الأخير إلى وجود إمكانات غير مستغلة في فئة الفنادق المتوسطة في دولة الإمارات. لماذا تُعد هذه الفئة مهمة لمستقبل نمو السياحة؟

 تتمتع الإمارات بواحد من أكثر الأسواق الفندقية توازنًا في المنطقة، حيث يوجد توزيع متقارب بين فنادق 3 و4 و5 نجوم. لكن تحليلنا أظهر أن رضا الضيوف – خاصة في الفئة الراقية – لا يرقى دائمًا إلى مستوى الأسعار المرتفعة. وهذا يكشف عن فرصة ليس فقط لتحسين التجربة في الفنادق الفاخرة، بل أيضًا لتوسيع نطاق الفنادق المتوسطة وتعزيز جودتها. هذه الفئات مهمة لجذب شريحة أوسع من الزوار الدوليين وتشجيع زياراتهم المتكررة، وهي عوامل أساسية لتحقيق نمو سياحي طويل الأجل ومستدام.

كيف تقارن الإمارات بدول الشرق الأوسط الأخرى من حيث توزيع الفئات الفندقية ورضا النزلاء؟

 مقارنةً بدول مثل قطر – حيث يشكل قطاع الفنادق الفاخرة نحو 60٪ من إجمالي المعروض – يظهر السوق الفندقي في الإمارات بصورة أكثر توازنًا. وهذا يمنحها ميزة تنافسية واضحة. ومع ذلك، تُظهر بياناتنا أن هناك مجالاً لتحسين جودة الخدمات – خاصة في الفنادق الراقية – بما يتماشى مع التوقعات العالمية. فالضيوف أصبحوا يركزون على القيمة الحقيقية للتجربة، وليس فقط التصنيف النجمي، لذا فإن مطابقة القيمة المتوقعة مع التجربة الفعلية سيكون أمرًا حاسمًا في تعزيز التنافسية على مستوى المنطقة.

يتضمن تقريركم ثلاثة سيناريوهات تطوير للمنطقة. أين تقع الإمارات ضمن هذه السيناريوهات، وماذا يعني ذلك للمستثمرين والمشغلين؟

 تقع الإمارات ضمن ما نُطلق عليه فئة “السوق المتوازن”، إلى جانب السعودية ومصر – وهي وجهات تتمتع بتوزيع متوازن للفئات الفندقية. وهذا يفتح المجال أمام فرص استراتيجية للنمو في ما نُسميه “الفئات الجسرية”، أي الفنادق التي تجمع بين المزايا الراقية والتسعير المتوسط. وبالنسبة للعلامات الفندقية والمستثمرين، فهذا يعني وجود فرصة قوية للتميّز من خلال تقديم تجارب مبتكرة وعالية الجودة، بأسعار مناسبة، تتماشى مع المعايير العالمية وتتجاوز توقعات الضيوف.

ما الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها وجهات مثل الإمارات لتعزيز قطاع الضيافة المتوسطة والحفاظ على تنافسيتها العالمية؟

 أولاً، الاستثمار في تحديث وتطوير فئات 3 و4 نجوم – وهي الفئات التي غالبًا ما يتم تجاهلها، رغم أنها ضرورية لتحقيق النمو الكمي. ثانيًا، ضمان أن التجربة المقدمة في جميع الفئات – من جودة الخدمة إلى التصميم إلى الارتباط الثقافي – تواكب المعايير العالمية. وأخيرًا، صياغة عرض قيمة فريد يعكس نقاط القوة التي تتميز بها الإمارات، مثل البنية التحتية المتقدمة وسهولة الوصول والإرث الثقافي، مع الحفاظ على عنصر التكاليف المعقولة بالنسبة للزوار الدوليين.

بعد مشاركتكم في سوق السفر العربي، ما أبرز الرسائل التي خرج بها قادة القطاع وصنّاع القرار من تقريركم؟

 أبرز ما تم التأكيد عليه هو أن النمو السياحي الحقيقي لا يتحقق فقط من خلال بناء المزيد من الفنادق الفاخرة، بل من خلال تحسين تجربة الضيف في جميع الفئات. فتعزيز فئة الفنادق المتوسطة، وتحسين القيمة المتصورة في الفئات الراقية، ومواءمة التجربة الفندقية مع التوقعات العالمية كلها خطوات أساسية لزيادة عدد الزوار الدوليين وبناء منظومة سياحية أكثر مرونة واستدامة. وتمتلك الإمارات المقومات لتقود هذا التحوّل – فالبنية التحتية موجودة، والتحدي الآن هو تحسين وتطوير التجربة بما يتماشى مع تطلعات مسافر المستقبل.

اترك تعليقاً