صعود الفخامة الواعية: كيف تسهم فنادق ومنتجعات كونستانس في صون الجمال الطبيعي

شهد عالم السفر المعاصر تحوّلًا جذريًا في توجهات المسافرين، حيث يسطع في الأفق طراز جديد من السائحين؛ أولئك الذين لا يكتفون بمظاهر الرفاهية الخادعة، بل ينشدون عمق التجربة وصدق الغاية. لم يعد الترحال مجرّد هروب نحو فنادق فاخرة أو وجهات نائية، بل أصبح سعيًا نحو تجارب متجذّرة في القيم، تُلامس الوعي وتُحرّك المشاعر، وتجمع بين المتعة والمسؤولية، وتتجاوز حدود الرفاهية التقليدية، لتلامس أعمق مستويات الارتباط بالبيئة والمجتمع والثقافة.
وفي هذا المشهد المتبدّل، تتقدّم فنادق ومنتجعات كونستانس الصفوف، متّخذة موقع الريادة في تقديم تجربة سياحية تُعيد تعريف الفخامة كتجربة لا تقتصر على حسن الضيافة وجودة الخدمة، بل تمتد لتغمر الزائر بإحساس عميق بالانتماء إلى المكان والاحترام للطبيعة والمجتمع والثقافة. وفي ظل نهج كونستانس (True by Nature) تنسج العلامة خيوط الاستدامة في عملياتها، فتمضي بخُطى راسخة نحو تحقيق التوازن بين الإنسان ومحيطه. ومع امتداد منتجعاتها إلى جزرٍ آسرة كـ موريشيوس، سيشل، جزر المالديف، مدغشقر، ورودريغز، تترجم العلامة رؤيتها إلى واقع ملموس، فتعيد صياغة مفهوم السفر الفاخر ليغدو انعكاسًا لضمير حي، لا مجرد متعة عابرة.
ففي السيشل، لا تكتفي كونستانس بمنح زوّارها مشاهد طبيعية تخطف الأنفاس، بل تدعوهم إلى التفاعل العميق معها والمساهمة في حمايتها. ففي منتجع كونستانس إيفيليا، تُشرق الشمس على أراضي بورت لوني الرطبة، تلك المنظومة البيئية الغنّاء التي تحتضن أشجار المانغروف على امتداد 120 هكتارًا داخل حدود المنتجع. وهناك، لا يكون الجمال للنظر فقط، بل للحفاظ والمشاركة؛ إذ يُدعى الضيوف للانخراط في جولات إعادة تشجير المانغروف والمساهمة في حملات تنظيف الشواطئ، ليتحوّل السفر من استهلاك إلى إسهام، ومن فرجة إلى فعل رعاية أصيل. وأما في منتجع كونستانس ليموريا، فيُمنح الضيوف ما يُعرف بـ “جواز ليموريا البيئي”، وهو أشبه بجواز سفر يُتيح لهم خوض رحلة استكشاف فريدة لتنوع الجزيرة البيولوجي، عبر باقة من الأنشطة البيئية الهادفة. من المشاركة في برامج حماية السلاحف، ومتابعة لحظات التفقيس وإطلاق الصغار نحو البحر، إلى رحلات السفاري الليلية التي تكشف الستار عن مشاهد نادرة لسلاحف عملاقة وأرانب بريّة وطيور محلية، تتداخل المغامرة مع الفهم، وتمتزج الرفاهية بمسؤولية العناية بالطبيعة، في تجربة تُثري الروح وتوقظ الوعي.
في جزر المالديف، تتجلّى روح الاستدامة في منتجعي كونستانس موفوشي وكونستانس هالافيلي، حيث اعتُمدت حلول ذكية للحد من الأثر البيئي دون المساس بمعايير الراحة الفائقة. فتم التخلص من التغليف البلاستيكي تدريجيًا، والاستعانة بأنظمة SCADA المتقدمة لإدارة المياه والطاقة بكفاءة. وفي كونستانس موفوشي، لا يكتفي الضيوف بمشاهدة البحر، بل يتفاعلون معه: من خلال أنشطة رصد الميكروبلاستيك وزراعة الشعاب المرجانية برفقة خبراء الأحياء البحرية، تنشأ علاقة حميمة بين الإنسان والمحيط. بينما يعزز كونستانس هالافيلي شراكاته مع منظمات مثل Green Fins وManta Trust لتثقيف الضيوف حول السلوك البحري المسؤول، وجمع البيانات عن المانتا راي وقرش الحوت خلال جولات الغوص المنظمة.
ومنذ عام 2020، أطلقت كونستانس ما يزيد عن 165 مبادرة نوعية في مجال الاستدامة، أثمرت عن تقليص بصمتها البلاستيكية بما يعادل 3.3 أطنان، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 20%، في خطوة تجسّد التزامًا حقيقيًا نحو كوكب أكثر توازنًا. ولم تكن هذه الجهود محصورة ضمن الجدران المؤسسية، بل شملت مشاركة فعالة من أكثر من 4700 شخص من الضيوف، والموظفين، والشركاء المحليين، في صورة تعكس روحًا جماعية واعية تتّحد فيها العناية بالبيئة مع الانخراط المجتمعي.
لكن استدامة كونستانس لا تقف عند حدود الطبيعة، بل تمتد بنَفَسٍ إنساني وثقافي نابض. ففي منتجع كونستانس بيل مار بلاج بجزيرة موريشيوس، تتحوّل النفايات إلى إبداع من خلال مبادرة “من البقايا إلى النكهة”، حيث يُعاد ابتكار مخلفات المطبخ وتحويلها إلى شراب فاخر مصنوع يدويًا، يخلو من الهدر ويزخر بالذوق. ومن خلال برنامج “لنحتفل ببلدنا ” (Anou Celebre Nou Pays)، يُمنح الضيوف فرصة استثنائية للغوص في أعماق الهوية الموريشيوسية الأصيلة، عبر اكتشاف الحِرَف اليدوية المحلية والمنتجات الزراعية الجزيرة، في تجربة تمزج ما بين الاكتشاف والدعم المباشر للمجتمع.
وقد حصدت هذه المبادرات إشادات دولية واعترافًا عالميًا، إذ نالت ستة من منشآت كونستانس شهادة Green Globe المرموقة، فيما بلغ بعضها مراتب الذهب والبلاتينوم. كما تُوّج منتجع كونستانس إيفيليا بـ جائزة سيشل للاستدامة البلاتينية لعام 2025، إلى جانب تكريم منتجعات كونستانس هالافيلي وكونستانس ليموريا وكونستانسبرينس موريس من قبل منظمة Leading Hotels of the World لتميزها في ميدان الاستدامة البيئية.
ويُعزّز هذا المسار المستنير نظام حوكمة راسخ، حيث تُراجع مؤشرات الأداء الاستدامي بشكل دوري على مستوى مجلس الإدارة، وتنهض لجان محلية في كل منتجع بمهمة قيادة المبادرات وتفعيل التعاون مع مختلف الشركاء المعنيين.ورغم ما تحتضنه منشآت كونستانس من ملاعب جولف عالمية، ومنتجعات صحية مترفة، ومطاعم راقية، فإن ما يميّزها حقًا هو التزامها الصامت والعميق بالتجديد البيئي والإنساني؛ التزام يتسلّل إلى كل تفصيلة، ويمنح الرفاهية أفقًا جديدًا .فبالنسبة للمسافر الواعي، لم تعد الفخامة مجرّد إقامة مترفة أو موقع آسر، بل رؤية، وموقف، وتجربة تُلامس الوجدان . وهنا، تبرز كونستانس كعلامة تستبصر المستقبل، وتقدّم فخامة منسوجة بالرعاية، متجذّرة في الأرض، ومشعة بالمعنى.